Tuesday, February 14, 2006

طيف

أنت
.هي تريد أن تقرأ النص
...و أنت تريد أن
!حسن. هذا غير ممكن لأن النص شائك و ملتبس حتى عليك أنت ملفقه
نص ملتبس و يحتاج لربع الساعة على أقل تقدير متفائل
( كما يحتاج لتقويض أركان الحكي الهشة القائم عليها)
و في ربع ساعة ستنطفئ جذوة إستغرق إشعالها سبع تعانقات لعقارب الزمن الكسيف
سيبدأ الأمر بأن ينطلق شارع أسفلت عبر وهاد عقلك الكليل من نقطة ما أمام جفنيك ليتوقف على أعتاب الصباح
!هكذا إكتسب النوم إهابآ جديدآ
!يعني حسابك للزمن أخرق كما أنت
_________
هي
جلست تتأمل قطعان من الجمل المبهمة . قررت على الفور أن تبحث عن البطلة
لم تأبه لتحذيره لها بأنه لا يعتقد أن هناك مكان لبطلة في جميع نصوصه
لم تأبه لذلك لأنها كانت ترى ملامح أنثوية في شخوصه الطيفية ينكرها هو
كلت عيناها من إنهيارات المعاني التي حدثها أنها معالم بارزة في منهجه الجديد
. هو فقط يحوٌل النساء الى أطياف
لقد كان هذا دأبه. فكرت أن طيف إمرأة يمكن أن يكون شيئآ خطيرآ فهو يتسلل حتى نخاع العلاقة/الجسد
توقفت عن القراءة لتحني رأسها لفكرة عاصفة
ماذا لو كان يسلمني لنصوصه المضنية ليلهيني عن أطياف تزوره؟
________
هو
فرك عينيه ليقول في فرح: و الله ما بطال ها هو ذا صباح جديد. التفت إليها قائلا: كيف؟
!قالت له: طيف
ابتسم ابتسامة تائهة و من وضعه ذاك، ذقنه على كتفه، انطلق بصره يركض في بيداء كونها تنام وراءه على نفس المخدع، على متن صباح متعثر. . صباح يسأله كيف تبدأني. لم يكن تحت قميصها قطع داخلية وكان لابد أن يمسك
بخيط ما. كل يوم له خيط تمسكه منه أو يتعذر أن تقول هذا أمس وذاك غد. خرج صوته واجف النبر: تصوري
تماما كما قال الطبيب هذا الدواء يجلب النوم في أقل من ربع الساعة
.قالت له: ربع ساعة لا تكفي إلا طيفا. فأسقط في نصه
________

5 comments:

Anonymous said...

good story by god

Anonymous said...

story or just memories

Anonymous said...

هو"
فرك عينيه ليقول في فرح: و الله ما بطال ها هو ذا صباح جديد. التفت إليها قائلا: كيف؟
!قالت له: طيف
ابتسم ابتسامة تائهة و من وضعه ذاك، ذقنه على كتفه، انطلق بصره يركض في بيداء كونها تنام وراءه على نفس المخدع، على متن صباح متعثر. . صباح يسأله كيف تبدأني. لم يكن تحت قميصها قطع داخلية وكان لابد أن يمسك
بخيط ما. كل يوم له خيط تمسكه منه أو يتعذر أن تقول هذا أمس وذاك غد. خرج صوته واجف النبر: تصوري
تماما كما قال الطبيب هذا الدواء يجلب النوم في أقل من ربع الساعة
.قالت له: ربع ساعة لا تكفي إلا طيفا. فأسقط في نصه
"
__________
this is the best summary of the mediocrity, sterility and melncholy of married life!

mustafa mudathir said...

سلام يا أنوني مص
تراك عرفتها
الأزواج
هل يا ترى يمسكون اليوم من خيطه
أم أن قماشة التعوٌد عصية على النقض؟

Anonymous said...

مصطفى مدثر .. طفل كبير الحديث غريب الرؤى
طبوغرافيا الزمان والمكان
في
رؤى لا تطرف لها عين .. للقاص الدكتور مصطفى مدثر

أن القصة القصيرة " رؤى لا تطرف لها عين " للقاص الدكتور مصطفى مدثر تمثل عندي فتحا جديدا في عالم القصة القصيرة السودانية ، وقد لا أستطيع أن أثبت ذلك من منظور النقد الأدبي فهذا علم ليس لي فيه باع ولن أدعي فيه، له أهله من الاختصاصيين الذين أثق بأنهم سيتوقفون طويلا عند هذه القصة حال تناولها لما حوته من معاني بلغة جديدة وأسلوب جديد ولما فيها من انتقالات زمانية ومكانية برشاقة تكاد لا تحس بها. لكن سوف أحاول أن أثبت ذلك من خلال تناول طبوغرافيا المكان والزمان في القصة، وذلك ليس بقرض تفسير وقائعها أو أحداثها، بل لشيئين في نفسي أولهم التدليل على عبقرية الكاتب الفذة وتمكنه من طرح ذاته بهذه القوة والشفافية. وثانيهم السعي لتوثيق بعض الجوانب الموضوعية التي أشار إليها الكاتب من خلال تناول بعض الشخصوص والأحداث والأمكنة الحقيقة في القصة. حيث لم يفصل الكاتب في هذه القصة القصيرة الطويلة بين الخاص والحقيقي من حياته والعام في دنيا الخيال القصصي.

عندما عرفت كيف أخطو على الجليد و في جيبي ضمانات ضرورية أوصاني بها رجال الهجرة، حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة.

هذا المدخل ليس فقط مدخلا لقصة أو رواية، بل هو مدخل لحياة بأكملها لإنسان غير عادي. لقد حجل مصطفى مدثر على طرقات الحياة المزججة حتى تعثر على أبواب الإدراك فولجه بشغف ووله فبادلته المعرفة حب بحب وشغف بشغف.
والحجلة التي نعرفها هي السير أوالقفز بقدم وحيدة داخل مربعات اللعبة المعروفة. في عام 1956 وخلال العدوان الثلاثي على مصر خرجت جموع الشعب السوداني لتعبر عن غضبها وتضامنها مع شعب مصر و مدينة بورسعيد الباسلة، كان الطفل الصغير مصطفي مدثر ذو الأعوام الخمس وصاحب الرؤى العجيبة يأبى إلا أن يشارك ويتفاعل مع المتظاهرين وكان الثمن الذي سدده غرير العين يافع السن واسع الرؤى مصطفى باهظا لمن كان في مثل عمره حيث قدم إحدى قدميه من الساق قربانا وفدا لمصر ، وبالرغم من فداحة الثمن إلا أنه لم يعيقه عن العطاء والتألق وتحقيق ذاته كما يرجو.
وقد خلد شقيقه الشاعر المرهف صديق مدثر تلك الحادثة في قصيدته " أجل لن نحيد " التي أهداها له والتي يقول في بعض أبياتها :
اجل لن نحيد !!
وشمس الحياة تنير الطريق
فنمعن فيه خطىً مؤمنات
يعربد فيها حداء الرفيق
أخي مصطفى في انطلاق الطيور
كأزغب طير رقيق الجناح
يفجر فينا معاني الحبور
ويشرق من وجنتيه الصباح
رأى وهو طفلٌ غريب الرؤى
جموع الشباب وثورته
لغدرٍ ألمّ بشعبٍ شقيق
فراح يدوي غضوب النشيد
سيفني دعاة الظلام الخؤون
وتبقى المنارة في بور سعيد
رأى وهو طفل جموع الشباب
تحيّ جمال القناة الحبيب
تحيّ النضال ، نضال الشعوب
فأعجبه صوتها الهادر
وموكبها السائر الفائرُ
فسار إليها حثيث الخطى
به لهفة ليرى ما يكون
كأني به مستثار الخيال
سليب الأذان ، سليب العيون
وعهدي به وهو طفل صغير
كبير الحديث غريب الرؤى
ولكن فرحته لم تتم
وعاد تطلعه بالالم
وايقظه من غريب الرؤى
نفير لمركبة ترتطم
وترفرغ اثقالها في القدم !
ويهوى الصغير وفي وجهه
تهاويل دهشته ترتسم
ويكبر ذاك الصبي الصغير
ويكبر احساسه بالحياة
وتشحذ عزمته للمسير
معان لمعن بفجر صباه
كأني به في اعتداد يقول :
سبقى معي ذكريات النضال
فداءً لها قد وهبتُ القدم!
هل سقط مصطفى وأستسلم لقدره حين فقد القدم ؟

كنت مثلي مثل تلك المراجع الضخمة التي يسقط بها رواد المكتبة أو هم يطرحونها أرضا على ظن التمكن من محتوياتها. كنت مثل نص أرهقه التأويل يحوم حوله صوت صافرة الاسعاف المكتوم، القادم عبر الزجاج السميك، المشرئبة خلفه وعود الصقيع.
مصطفى مدين في تكوينه لثلاث المدينة / الحي والأسرة ومرحلة الستينيات، فهو صنيعة مدينته أمدرمان وحيه الهاشماب وأسرته عائلة الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم .. شكلته ثقافة تلك المدينة وذاك الحي والأسرة الكبيرة النابضة بالرواد في مجال العلم والتعليم والفكر ، ومرحلة الستينيات القرن المنصرم الحبلى بالثورات والانتفاضات وحركات التحرر.
امتداد الأسرة يفسره أن جده لولده هو الشيخ أحمد هاشم (1824 -1910 ) من أمراء المهدية قد تزوج من سبعة وأربعون امرأة و وجده أبو القاسم أحمد هاشم ( 1861 – 1934 ) قد تزوج من تسعة وعشرون أمرأة.
بقدر ماكان مصطفى مدين لمدينته أمدرمان في بناء وجدانه الثقافي بقدر ماكانت المدينة مدينة في تأسيس أهم معالمها لجديه شيخ العلماء أبو القاسم أحمد هاشم ومفتي الديار السودانية الطيب أحمد هاشم وأذا كان يحسب لجده الكبير الشيخ أحمد هاشم طبع كتابي الكردفاني سيرة المستهدي والطراز المنقوش كما نظم أيضا كتاب الأنساب للسمرقندي وعمله بعد المهدية كقاضيا للخرطوم ثم إماما لمسجد الخرطوم حتى وفاته فإن ما يحسب لجده الشيخ أبو القاسم أكثر من ذلك بكثير فقد كان كاتبا للمهدي ثم أمين سر الخليفة عبد الله التعايشي وبعد سقوط دولة المهدية عين قاضيا على النيل الأزرق من 1906 حتى 1911وشيخ علماء السودان من عام 1912 إلى 1932، وجده الآخر هو الطيب أحمد هاشم مفتي الديار السودانية من 1900 إلى 1920 (2) وواضع لبنة معظم قانون الأحوال الشخصية السارية حتى اليوم والقوانين الجنائية التي أثنى عليها الشيخ محمد عبدة وكان معمول بها إلى أن أصدر النميري قوانينه سيئة الصيت والمعروفة بقوانين سبتمبر ، وهو الذي دعا الناس لتشييد مسجد أمدرمان الكبير ( جامع السوق ) وكان قد جمع التبرعات من التجار وبدأ في تشييد الجامع بطريقة طموحة بحيث يصير منارة علمية ومكان عبادة يماثل مساجد مصر العتيقة وعندما عجزت المبالغ التي جمعت من التجار والأعيان من أكمال البناء أقترح على الحاكم العام البريطاني اللورد اللنبي بأن يضع ضريبة قدرها مليم واحد على كل بهيمة تدخل الزريبة في أمدرمان لصالح تشييد المسجد وأستمرت هذه الضريبة المليم بعد أكتمال أعمال المسجد برواقاته العديدة وتحول عائدها لتشييد مستشفى وكان مستشفى أمدرمان الحالي ومن بعده ذهب عائد ضريبة المليم لأستكمال بناء جسر على النيل الأبيض ( كبري أمدرمان ). وقد كان الشيخ أبو القاسم مؤسس وأول شيخ للمعهد العلمي الذي تحول فيما بعد إلى جامعة أمدرمان الإسلامية شيد الشيخ أبو القاسم المعهد العلمي على قرار الأزهر الشريف وكانت الدراسة فيه على ثلاث مراحل كل مرحلة أربعة سنوات وكان يخرج بجانب الأمة والدعاة الصحفيين والأدباء والعلماء ومن أبرز خريجيه الشاعر التجاني يوسف بشير ، وكان كلا الشيخين ( أبو القاسم والطيب ) من أعضاء وفد الأعيان الشهير الذي زار لندن في يوليو عام 1919 برفقة السادة علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي والأزهري الكبير والشريف يوسف الهندي وذلك لتهنئة الملك جورج الخامس ملك بريطانيا بمناسبة عقد السلام وانتهاء الحرب العالمية الأولى، ووالده هو الشيخ مدثر أكبر أبناء الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم خريج الأزهر الشريف وعالم الدين والمحامي الشرعي , والذي ورث صالون الشيخ أبو القاسم الذي تقاسمت جدرانه وأحاطت به أرفف الكتب الصفراء من تفاسير وسير وأدب، وشقيقه الأكبر هو الأستاذ حبيب مدثر أول مبعوث سوداني لدراسة الأعلام بالولايات المتحدة ومترجم رائعة الكاتب الأفريقي الكبير والحائز على جائزة نوبل ولي سوينكا " سكان المستنقع " في ستينيات القرن المنصرم ومؤسس وصاحب معهد حبيب للغات، وهو أيضا شقيق الشاعر الكبير صديق مدثر صاحب ضنين الوعد والحبيب العائد ومن أشقائه عبد العظيم مدثر من الرعيل الأول للإذاعة السودانية وعبد الحميد مدثر المحامي وشقيقه الأخير وصديقه أيضا حافظ مدثر الذي يرد ذكره بقوة في رؤى لا تطرف لها عين...
وتمتد الأسرة بالأفذاذ فأخواله هم المرحوم الفاضل أب أحمد أحد ظرفاء أمدرمان وصاحب المخبز الشهير بحي البوستة بأمدرمان، وخاله أيضا المرحوم المؤرخ المعروف الأستاذ التجاني عامر ، ومن الرواد في الأسرة الشاعر والمسرحي عثمان محمد أحمد هاشم مؤلف مسرحية " تاجوج " في بدايات القرن الماضي كأولي المسرحيات السودانية و أحمد يوسف هاشم ( أبو الصحف السودانية ) والأديب ورئيس الوزراء السابق محمد أحمد محجوب ود. عبد الحليم محمد مؤسسي جمعية الهاشماب الأدبية (جماعة الهاشماب ) التي كانت من أولى الجمعيات الثقافية ولا تضاهيها إلا جمعية أبوروف الأدبية في مطالع القرن المنصرم وكانوا أصحاب الامتياز في إصدار مجلة الفجر أولى المجلات الثقافية " ورئس تحريرها بعد عرفات محمد عبد الله الأستاذ أحمد يوسف هاشم الذي أسس جريدة النيل والسودان الجديد . وأبن عمه الأستاذ الراحل الخير هاشم الذي لا يأتي ذكر للسينما السودانية إلا وذكر معها مخرج فلم " السودان الحديث " الحائز على جائزة مهرجان كارلو فيفاري عام 1962 ومؤسس وحدة أفلام السودان ومصمم أستديوهاتها وأول مدير لمؤسسة الأنتاج السينمائي، وأول مبعوث لدراسة السينما في هوليود وأول عضو سوداني في جمعية السينما الأمريكية الذي رافق الفريد هتشكوك وعمل مساعدا للمخرج الكبير لويس ميلتون في أعظم ما أنتجته هوليود والسينما العالمية فلم "ثورة على السفينة بونتي" " Mutiny on the Bounty " 1962 بطولة مارلون براندو وريتشارد هاريس . لقد كان له أثره في تشكيل وجدان مصطفى السينمائي خاصة إذا علمنا متانة العلاقة التي جمعت بين مصطفى وبين تؤم روحه الأبن الأكبر للأستاذ الخير هاشم العميد أ.ح. هاشم الخير هاشم الذي ضل طريقه من دراسة السينما ببريطانيا إلى متاهة المؤسسة العسكرية .. وقد استفاد مصطفي ورفاقة من الدخول لدور العرض الذي وفره لهم الخير هاشم والسينما المتجولة التي كانت تقدم عروضها في أزقة الهاشماب ، لقد كانت السينما في فترة الستينيات هي محور الثقافة والترفيه والمعرفة . كانت ما تزال ببريقها الذي حدا بـ لينين ان يطلق مقولته المعروفة " من بين جميع الفنون السينما هي الأهم"

يا خي! ستانلي كوبريك مات؟ ثم أطرقت حزينا و معتملا بأشياء أخر.
................................................
................................................
عاد الطبيب يسألني: لماذا أنت حزين؟ هل تعرف هذا الرجل؟ و أشار الى صورة المخرج!
كانت المجلة قد أحتلت موقعا مرموقا فوق المنضدة اياها فأدركت إن هذا إلا تصعيد من الممرضة لن تحس غرابته الاّ إذا قدر لها أن تعرف كيف أنظر أن لمسألة موت المخرج. أضاف كل هذا غموضا أثيرا للأمر ولاول مرة قام السؤال:
هل كنت أريد لاحتفالية الصدمة الثقافية أن تقطع شوطا كهذا؟ أم أن وفاة المخرج أمر هام فعلا؟ دعني أفحص الوقائع!

لقد دعانا مصطفى لكي نفحص الوقائع ! لماذا أستانلي كوبريك ؟ وهل كان الاختيار مجرد صدفة عشوائية فرضتها حالة اختلال الكيمياء في الدم والذي عانى منه الراوي كما ذكر لنا مصطفى مدثر ؟ لا أظن فأستانلي كوبريك هو المخرج الذي حظي بأكبر قدر من التقدير طوال تاريخه الممتد من أول أفلامه القبلة القاتلة 1955 Killer’s Kiss حتى فلمه الأخير Eyes Wide Shut .
ولقد قدم لنا مصطفى بعض من الإجابة ...
- قال ليك.. استانلي كوبريك!
والمتابع يدرك من خارطة المعروض السينمائي في تلك المرحلة ( من الستينيات ) في دور العرض الأمدرمانية يجد أن أهم الأفلام التي حظيت بنقاش واسع وأرضت كافة أذواق رواد هي من أخراج أستانلي كوبريك Stanley Kubrick ( 26 يوليو 1928 – 7 مارس 1999 ) أمثال أفلام أسبارتاكوس 1960 ولوليتا 1962 وDr. Strangelove 1964 و A Space Odyssey1968 . إلخ .. إلخ ......
يحدثنا مصطفى أو الراوي عن تأثير تلك الأفلام عليه ..........

لم يكن هنالك ما هو أحب الىّ من الهروع الى البيت و استعادة مشاهد الأفلام التي أراها في دار السينما القريبة. كانت الموسيقى من دار السينما تمتطي رياح الشتاء بحثا عن نظائرها البصرية في ذاكرتي فأستعيد الفيلم على خيوط بطانيتي النافرة. و كانت متعة هذه الهواية الشتوية تتعاظم باطراد عدد مرات مشاهدتي الحقيقية للفيلم حيث يستدعي الصوت صورته، التي عمل له، من ذاكرتي أنا! لقد شاهدت فيلم العظماء السبعة فعليا أكثر من خمس مرات و في البيت، على طريقتي، أكثر من مرة لم أقبل فيها أي تشويش. فقط كنت ألحق باقي السيجارة قبل أن تشفطه أمي و أهرب من أسئلتها الواهنة. كنت أراه ضربا من المشاهدة المجانية الممتعة بينما رآه صديقي استمناءا بصريا!
في تلك السنوات لم تكن السينما مجرد أداة ترفيهية تنساها بعد ان تغادر صالتها, ولا الفلم مجرد فلم ينتهي بعد عرض المشهد الأخير بل حركة ذهنية متصلة ومن أجل مزيد من التواصل مع السينما كان مصطفى ورفاقه لا يكتفون بأستدعاء الفلم في الذاكرة وتحت الغطاء ، بل يجسدون أحداثه مرة تلو المرة، ومشهد بعد مشهد بحركة جسدية فيزيائية وتقمص كامل للشخوص واجترار عميق للأحداث ويتم ذلك في حوش المرحوم عبد الحفيظ هاشم رائد التعليم الأهلي وصاحب مدارس الجمهورية. حتى يكتمل المشهد يتم توزيع الأدوار فنجد الأخوان حسين وحسن حمزة لهم دور وهاشم الخير وهاشم حمزة يؤديان دورهما ومصطفى يتقمص دوره بإتقان. هذا أذا استثنينا حافظ مدثر وعمر الطيب الدوش وعثمان حامد وأحمد عزالدين ربما بأنشغالهم بأعمال وأنشطة أتحاد الشباب الذي كان البوتقة الأولى لصهر تلك المجموعة لأن يلعب كل فرد فيها دوره في الحياة العامة، وكذلك التشكيلي حامد علي أبو القاسم ( عوض الله ) الذي كان يهوى المحاضرات المفتوحة في الهواء الطلق فيجمع الصبية وفتيان الحي ليشرح لهم الديالكتيك والمادية التاريخية ويحدثهم عن فائض القيمة وروعة الأشتراكية ومعاني التضحية ونكران الذات .
الأستاذ حسين حمزة كتب الشعر وألف الموسيقى ومن عظيم إسهاماته اكتشاف الفنان ناجي القدسي وكذلك له بعض الألحان والشعر مثل " جسمي أنتحل " التي أهداها لصديقه الفنان أبو عركي البخيت ، وهاشم حمزة فنان أتحاد الشباب خلال مهرجان برلين والذي كان الأستاذ وردي قد تنبأ له بأن يكون له شأن لو واصل درب الغناء لكنه للأسف هجر الفن ولم يواصل الغناء، عثمان حامد سليمان القاص الكبير وصاحب مريم عسل الجنوب علم بارز في سماء الأدب السوداني..عمر الطيب الدوش غني عن التعريف ،الدكتور أحمد عز الدين أخصائي الأطفال، لقد كانوا ثلة من المبدعين.
نشأ مصطفى في هذا الجو المعبق بالثقافة والعلم والمعرفة فنهل منه وارتوى من معينه لذا لم يكن مدهشا أن يتفوق في دراسته وفي كتاباته، وأن يكون هميما وهماما في العمل العام والتطوعي، فتجده متصدرا كافة الأنشطة وفي مختلف المحافل ، ساقه المبتورة لم تحرمه من الرقص مع أهازيج الصوفية ونوبات الدراويش في حمد النيل ، تعلم الموسيقى والعزف على آلة الجيتار والغناء " قد لا يكون صوته جميلا لكن أدائه الصحيح ينقل لك الإحساس المطلوب " وحين تقدم لامتحان الشهادة السودانية أحرز أفضل الدرجات التي تؤهله لمقعد مع صفوة الصفوة في كلية الطب جامعة الخرطوم ولكن لأعاقته الجسدية وجه إلى كلية الصيدلة التي أبدع فيها وتفوق ( تخرج كأول الدفعة ) رغما عن كثيف نشاطه في الجامعة الذي توزع بين روابط الطلاب الثقافية والسياسية وفعاليات السكن الشبابية. وبعد التخرج لم تشغله الوظيفة عن العمل النقابي والسياسي المنظم.
ظروف مابعد أنقلاب الإنقاذ فرضت عليه كما فرضت على الكثيرين من أمثاله الشتات والهجرة القسرية فتوجه للعمل في الكويت وبعد الغزو العراقي للكويت توجه إلى مصر التي تبنته لحين ولكن ضيق العيش في المحروسة لللاجئ السياسي وحجم المسئولية الملقاة على عاتقه أعادته مرة أخرى للخليج بحثا عن الرزق وتقدم لامتحان رخصة ممارسة مهنة الصيدلة بسلطنة عمان وبالأمارات وفي المكانين تفوق وأحرز المرتبة الأولى بين كل المتقدمين وأعجب ما في الأمر أنه بسلطنة عمان رفض توظيفه بحجة أعاقته!!! ، وفي الأمارات عمل بصيدلية متواضعة بأمارة رأس الخيمة وأذكر في تلك الأيام أن أصدر شرحبيل أحمد ألبومه الغنائي الرائع " الليل الهادي " فاتصلت عليه برأس الخيمة من بأبوظبي وأنا أتحرق شوقا لكي نستمتع بأداء شرحبيل أحمد معا ، اتفقنا على أن نلتقي بدبي لنتشارك الفرحة، يومها طربنا ورقصنا وأنتشينا وشاركنا شرحبيل الغناء.
انتهى المطاف بمصطفى مدثر في أتوا بكندا فأنصفه الكنديون وقدروا علمه فحظي بالاستقرار في العمل ووجد أطفاله الاستقرار في التعليم، لقد منحه الكنديون وطن بعد أن تنكرت له بلده ورفض من بني جلدته في الوطن العربي الكبير، ولكن هل أغنته أجواء البهرة والفخامة ومهادنة الصقيع في كندا عن دفء أمدرمان ؟! والسؤال الذي تكرر كثيرا هل تنتهي أزمة الكاتب بالاستقرار في أحوال معيشته ؟ يجيبنا مصطفى بعنفوان لغته المبهرة وبعبارة أظنها ستبقى في ذهن القارئ لزمن طويل:

أذهلتني مكتبة المدينة فعلا. و لكن الدوار أتاني من ناحية حضور أم درمان في قلبها بعد أن ظننت أنه خبا، فسقطت مغشيا على أشواقي.

أمدرمان بمعناها المادي و امتدادها الجغرافي في ذاكرة الأمدرمانيين هي أمدرمان المحطة الوسطي والبوسطة ومقاهي يوسف الفكي وود الأغا ومطاعم ودعرمان وأبوخليل وسمك السبكى ومرطبات خيرات وميامي ..أمدرمان محلات أبومرين والعدني ودور السينما ..والمكتبة الوطنية ونادي الخريجين ونادي العمال، أمدرمان حدائق الموردة والريفيرا والجندول والنافورة، أمدرمان الإذاعة والتلفزيون والمسرح ونادي الفنانين ، بيت الخليفة وقبة المهدي ومقابر حمد النيل والبكري وأحمد شرفي ومسجد الشيخ قريب الله وقبة الشيخ البدوي وكنيسة مارجرجس.. أمدرمان سوق العناقريب وسوق الشجرة وسوق الناقة والملجة وسوق الموردة وسوق القش وسوق الطواقي ..امدرمان طلمبة بندا وعبد الله خليل .. أمدرمان حوش البقر وأبوصليب والقماير وبار حليم.. أمدرمان شارع الأربعين وشارع الموردة وشارع كرري ، عمارة محمد حسين وأستديو الوادي والطيب سيد مكي وبازار الأحفاد وجورج مشرقي والخواجة كربيت وورشة أدريس الهادي ومكي ود عروسة.. أمدرمان حي السوق والركابية والشهداء والمسالمة وحي العرب والقلعة وود البنا وود أورو وبانت وأبوكدوك والعباسية والهاشماب والموردة وفريق ريد والفتيحاب والعمدة وودنوباوي وأبوروف وبيت المال والملازمين والعرضة ..أمدرمان مدارس الهجرة والأميرية والأهلية والمؤتمر وكمبوني والأنجيلية والمعهد العلمي.. ومكتبة البشير الريح .. أمدرمان شجرة الدومة وبورو بت بتول وقلعة صالح جبريل وأندية الهلال والمريخ والموردة ..إلخ .. إلخ

يقول ما قاله الخليل قبله: أن أم درمان هي جغرافيا الروح! و ليتني ما تمليت عندهما فكرة الروح في الجغرافيا و لا نزلت من علايل أبروف أو ذكرت مقرن النيلين فلقد ترنحت و أنا أطوّف بصري على الوجوه التي أكسبتها غربتها عني أمنة من فردية سميكة عصية على من يهتبل المقاربات مثلي فحرت كيف و أنّى لي أن أجلو لنفسي صورة لمدينتي الجديدة و أم درمان قد أخذت مكانها هنا و في متن البهاء؟
كان الكاتب محددا في معنى أمدرمان التي عناها وحدد معالمها في جغرافيا الروح وهي المدينة التي سكنت في أفئدة الأمدرمانيين والتي تغنى بها الفيتوري
كان أسمها أمدرمان
كان أسمها البقعة
وكان العرس عرس الشمال
كان جنوبيا هواها
وكانت ساعة النصر وأكتمال الهلال
كان الكاتب حصيفا في ذكر أمدرمان وقد عنا بها وحدد معالمها في جغرافيا الروح ولم يسقط الكاتب في فخ أمدرمان بمعناها الجهوي المحدود!! لقد ذهب لمعناها الكبير ذهب لسنوات الحلم الأمدرماني ، إلىالزمان والمكان الذي سكن أفئدة كل السودانيين متجاوزا مدينة التراب إلى مدينة الحريات وامتداد المعرفة.
وأقتبس هنا بعض مما جاء ذكره في تقديم الأستاذ أحمد عبد المكرم في كتاب حكاوي أمدرمان للأستاذ شوقي بدري ، وذلك لتقريب الصورة التي أرادنا مصطفى أن نراها ونعيشها :
هذه المدينة العزيزة على كل سوداني .. لأنها تاريخيا ، كانت الرمز وما زالت لوحدة المجتمع السوداني .. بكافة أمشاجه وتنوعه الزاخر. فأصبحت بما حدث فيها من تداخل وتفاعل ثقافي، اجتماعي واقتصادي عميق- بين ناسها المنحدرين من مختلف التكوينات السكانية للبلاد – النموذج الأعلى لمفهوم " الشخية السودانية " ورمزها الدال على تحققها التاريخي ، لذا كانت ، بهذه الكيفية، مصدر إلهام للكتاب والشعراء في التعبير عن رؤاهم واحلامهم المنشودة والمنتظرة لوحدة الأمة السودانية.
أنتهى الأقتباس"
أمدرمان ليس فقط بما تمثله شخوصها وأهلها وناسها .. بل هي شاكلة الوطن بكل ما فيه من فلاتي وجنوبي وبرقاوي وبجاوي ودنقلاوي وجعلي وشايقي ونوبي ونوباوي ....إلخ ..كانت تمثل ذلك الوطن الذي يشتاق له أبنائه عندما تجبرهم الظروف لمغادرته ولو لحين بسبب الدراسة أو المشاركة في مؤتمر أو بعثة رياضية تجدهم يعدون الأيام والساعات لعودتهم وملاقاته والتمرغ في أزقته وبين ناسه.. وشتان مابين واقع اليوم وواقع الأمس ، حيث صار الآن الحلم المشترك الأعظم لكل من بالداخل هو وطن بديل في أي مكان وأي شتات وأي منافي لايهم ، فقط لها أن تقبل بهم وأن تستقبل أحلامهم المؤودة ، وبالأمس كان لنا ملاذ لا نقوى أن نبارحه وكما قال محمد المكي إبراهيم وهو يناجيه من الطائرة المتجهة لحضن طفلة المدائن:
في المدى بين ثانية تستطير
لثانية تستطار
كان قلبي يذكرني أننا منك ندنو
وتدنين منا
مع كل ثانية تستطار
كان قلبي يذكرني أن بعض المسافة
بيني وبينك يُلغى
وأن مساحات من زمن الوجد
تسقط خارجة من شقوق النهار
وأن المواعيد بيني وبين عينيك
تزداد قرباً
فأزداد حباً
وأحتمل الانتظار
***
في الدهاليز ناديت باسمك
ناديت عينيك
ناديت ثغرك
فأنفرج الباب
والنوء أجفل من طرقات المطار
في الممرات أبصرت وجهك
مع هالة الشعر يطلع
كالبدر
متشحا بالهوى والوقار
أبناء أمدرمان في تلك المرحلة مثلهم مثل أبناء المدن والقرى السودانية الأخرى كانوا لايطيقون ليلة واحدة لا تدثرهم فيها سماء مدينتهم وكانت أفخم العواصم لا تغريهم .. وأجمل الأماكن لا يبدلونها بمدينتهم كانوا عشاق تماما ، يستمتعون بكل لحظة فيها .. وهي تبادلهم عطاء بعطاء ولا تبخل عليهم سواء بالفكرة أو الطرفة أو المتعة حد الانتشاء ، ولا غرو في ذلك ألم يقول فيها خليل فرح حين طاف فيها وهو محرم كما يطوف الحجاج في البيت الحرام
من فتيح للخور ... للمغالق ...
ومن علايل أبوروف للمزالق
قدله يا مولاي حافي حالق
بالطريق الشاقي الترام
والسلام يا وطني السلام

( حافظ مدثر 1947 – 1999 )
بكيت وأنا أحكي لها ليلة معراجه تلك ويزداد إحساسي بما حولي من عصف و ضعضعة
كان الجليد باهرا
وكنت أنت حاضرا
وكانت الرؤى كذلك
وليس بعد الآن ما أبثه إليك،
ليس بعد الآن،
سدت المسالك!
حتى الردى سبقتني إليه، تعرفه
وإن يقال عنك هالك
سر تميز العلاقة ما بين مصطفى وحافظ
لم يكن مايجمع مصطفى بشقيقه حافظ هو فقط الإطار العائلي .. بل علاقة خاصة ومتميزة عن دون جميع أخوته ، فحافظ شكل لمصطفى في بدايات تكوينه وتشرنقه مفتاح الوعي والمعرفة ، تعرف على الدنيا من خلاله ووجد عنده تفاسير طلاسم الحياة ومفاتيح أسرارها ، فتلك الكتب التى كان يلتهمها حافظ ورفاقه ويخبئها تحت لحافه بعد أن يتبادلون أسرارها.
هنالك كانوا يتبادلون الآراء و الكتب أو خلاصتها وأغلبهم إذا عرفوا موضوع الكتاب شفاهةّ تحدثوا عنه حديث العارف المتمحص.
في تلك المرحلة ودار التقدم بموسكو ترفد مكتبات الخرطوم بعشرات المطبوعات والقاهرة وبيروت مطابعمها تتقد بكتابات محمود أمين العالم وطه حسين وحسين مروة والفيتوري وجيلي عبد الرحمن ومحمود شندي وصلاح جاهين وترجمات أشعار وكتابات فرانس كافكا ولوركا وبابلو نيرودا ورابندرانات طاغور وبرتولد بريخت وت. س . اليوت وجوته والبير كامو ، وفي الداخل يشتعل المرجل ويغلي بأشعار الطلبة صلاح محمد إبراهيم ومحمد المكي إبراهيم وعلي عبد القيوم ، وآبادماك تزهو وتملأ الساحة بشعرائها وأدبائها الشباب.
كان الكتاب من المقدسات ومصطفى يستمع ويتلقى من شقيقه حافظ عندما يتحدث عن تلك الكتب ويأخذ منه ويتعلم لذا لم يتردد في إعلاء شأنه وتمجيده مستخدما لغة رفيعة ومفردات قرآنية رفعت حافظ إلي مقام الأنبياء والرسل حينما حكى لنا عن ليلة معراجه .. فالمعراج هو أمر يخص الأنبياء والرسل ولم نسمع أن جري لبشر عادي والشحنة العاطفية التي يكنها مصطفى لشقيقه ورحيله المفاجئ جعلته يتجاوز مقولة شوقي :
قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا ..
حافظ مدثر هو الابن قبل الأخير للشيخ مدثر أبو القاسم وهو يكبر مصطفي بثلاث سنوات تقريبا، مثقف وتقدمي وقد أفنى زهرة شبابه في المعتقلات والسجون دفاعا عن رأيه ، وهناك عدة عوامل ربطت مصطفى بحافظ عدا الهموم المشتركة والوحدة الفكرية التي توفرت في أطار العمل العام الذي جمع بينهما، فقد كان لمصطفى خمسة أشقاء آخرين أكبرهم حبيب وعبد العظيم رحمهما الله وصديق وعبد الحميد ، وإذا علمنا أن الفارق العمري بين أصغر هؤلاء الأخوة الكبار ومصطفي هو ما يربو عن العشرين عاما وعندما تفتح وعي مصطفى على الدنيا كان هؤلاء جميعا منشغلين في تكوين أسرهم الخاصة فلم يتبقى لمصطفى من هذه الأسرة الكبيرة إلا شقيقه حافظ فنشآ معا ولعبا معا وتأثرا ببعضهم البعض وكان للوعي المبكر لحافظ وتميز أهتماماته أثر كبير في توجهات مصطفى المستقبلية.
خاتمه
أتمنى في الختام أن لا يكون حديثي ثقيلا على القارئ وأن لا تفسد محاولاتي المتواضعة لتوثيق بعض من ظرف المكان والزمان والأشخاص في القصة، متعة قراءة القصة الأصلية وقراءة أحداثها كما نسجها لنا الراوي مصطفى مدثر وكما أخرجها لنا كعمل فني وأدبي يلامس الكمال... وأعلم أن تناول تلك الظروف أو أولئك الأشخاص ليس بالأمر السهل ولابد أن محاولاتي قد شابها القصور خاصة فيما يخص الأسرة الهاشمابية الكبيرة وأتمنى أن يتصدى أحد أبنائها المثقفين "وهم كثر" بالتوثيق الدقيق لتجلياتها وإنجازات أبنائها في شتى مجالات الفكر والفن والسياسة وأنتهز السانحة لأمد حبال الشكر والامتنان للدكتور حيد الخير والدكتور يوسف التجاني والدكتور أحمد عزالدين لما قدموا لي من معلومات وإفادات لولاهم لما كان خروج هذه الدراسة للنور ممكنا.
عاطف عبد الله
أبوظبي 06 ديسمبر 2003

 

accutane lawsuit